الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ }

القراءة: قرأ أهل المدينة وأهل البصرة هؤلاء بمدة واحدة لا يمدّونها إلا على قدر خروج الألف ويمدّون أولاء كأنهم يجعلونه كلمتين والباقون يمدّون مدّتين في كل القرآن فأما الهمزتان من كلمتين نحو هؤلاء إن كنتم صادقين ونحوها فأبو جعفر ونافع برواية ورش وابن كثير برواية القواس ويعقوب يهمزون الأولى ويخففون الثانية ويشيرون بالكسرة إليها وكذلك يفعلون في كل همزتين متفقتين تلتقيان من كلمتين مكسورتين كانتا أو مضمومتين أو مفتوحتين فالمكسورتان على البغاء إن أردن والمضمومتان أولياءُ أولئك ليس في القرآن غيره والمفتوحتان جاء أحدكم وشاءَ أنشره وأبو عمرو والبزي بهمزة واحدة فيتركان إحديهما أصلاً إذا كانتا متفقتين ونافع برواية إسماعيل وابن كثير برواية ابن فليح بتليين الأولى وتحقيق الثانية وإِذا اختلفتا فاتفقوا على همز الاولى وتليين الثانية نحو السفهاءُ إلا والبغضاء إلى يوم القيامة فأما ابن عامر وعاصم والكسائي فإنهم يهمزون همزتين في جميع ذلك متفقتين كانتا أو مختلفتين أما الحذف والتليين فللتخفيف وأما الهمز فللحمل على الأصل. اللغة: في اشتقاق آدم قولان أحدهما: أنه مأخوذ من أديم الأرض فإذا سميت به في هذا الوجه ثم نكّرته صرفته والثاني: أنه مأخوذ من الأدمة على معنى اللون والصفة فإِذا سميت به في هذا الوجه ثم نكرته لم تصرفه والأدْمة والسُمْرة والدُكْنة والوُرَقة متقاربة المعنى وآدم أبو البشر ع قال صاحب العين الأدمة في الناس شُرْبة من سواد وهي السمرة وفي الإبل والظباء بياض وكل لفظة عموم على وجه الاستيعاب وحقيقته للإحاطة بالأبعاض يقال أبَعْضُ القوم جآءك أم كلهم ويكون تأكيداً مثل أجمعون إلا أنه يبدأ في الذكر بكل كقولـه تعالى:فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَن } [الحجر: 30] لأن كلا قد يلي العوامل وأجمعون لا يكون إلا تابعاً والعرض من قولـهم عرضت الشيء عليه وعرضت الجند. قال الزجاج: أصله في اللغة الناحية من نواحي الشيء فمن ذلك العرض خلاف الطول وعرض الرجل ما يمدح به أو يذم ويقال عرضه خليقته المحمودة ويقال عرضه حسبه وقال علي بن عيسى هو ناحيته التي يصونها عن المكروه والسّب والعرض ما يعرض في الجسم ويغير صفته ويقال عرضت المتاع على البيع عرضاً أي أظهرته حتى عرفت جهته والإنباء والإعلام والإخبار واحد والنبأ الخبر ويقال منه أنبأته ونبّأته وأنبئوني بأسماء هؤلاء أي أخبروني بها أما المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل نحو أنبأت زيداً عمراً خير الناس وكذلك نبأت فهو هذا في الأصل إلا أنه حمل على المعنى فعدّى إلى ثلاثة مفاعيل لأن الإِنباء بمعنى الإعلام ودخول هذا المعنى فيه وحصول مشابهته للإعلام لم يخرجه عن الأصل الذي هو له من الإخبار وعن أن يتعدى إلى مفعولين أحدهما بالباء أو بعن نحو نَبِّئهم عن ضيف إبراهيم والنبوة إِذا أخذت من الأنباء فهي مهموزة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

السابقالتالي
2 3