قال تعالى: { فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ } أي: فمال إلى أهله { فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ }. وهذا قبل أن ينكرهم { فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ } حنيذاً مشوياً، فلم يأكلوه. { قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ } قال: { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ } أي: إسحاق.
قال تعالى: { فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ } أي: رنة، أي: صيحة { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } أي: جبهتها بكفها اليمنى تعجباً بما بشروها به { وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } أي: كيف تلد وهي عجوز عقيم، أي: عاقر. وقالوا لها في آية أخرى:{ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ } [هود:73].
{ قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ } أي: إنك تلدين غلاماً اسمه إسحاق { إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ } في أمره { الْعَلِيمُ } بخلقه.
{ قَالَ } إبراهيم { فَمَا خَطْبُكُمْ } أي: ما أمركم { أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } أي مشركين، يعنون قوم لوط { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ }. وقال في آية أخرى:{ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } [هود:82]، وهي بالفارسية: أولها حجر وآخر طين: سيد وكل. وقال في هذه الآية: { حِجَارَةً مِّن طِينٍ }.
قال تعالى: { مُسَوَّمَةً } أي: مُعلَمة، أي: إنها من حجارة العذاب، وليست من حجارة الدنيا. كان في كل حجر منها مثل الطابع. قال تعالى: { عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ } أي للمشركين.