الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ }

اختلف أهل التأويـل فـي معنى الـمنافع التـي ذكر الله فـي هذه الآية وأخبر عبـاده أنها إلـى أجل مسمى، علـى نـحو اختلافهم فـي معنى الشعائر التـي ذكرها جلّ ثناؤه فـي قوله:وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فإنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ } فقال الذين قالوا عنـي بـالشعائر البدن. معنى ذلك: لكم أيها الناس فـي البدن منافع. ثم اختلف أيضاً الذين قالوا هذه الـمقالة فـي الـحال التـي لهم فـيها منافع، وفـي الأجل الذي قال عزّ ذكره: { إلـى أجَلٍ مُسَمًّى } فقال بعضهم: الـحال التـي أخبر الله جلّ ثناؤه أن لهم فـيها منافع، هي الـحال التـي لـم يوجبها صاحبها ولـم يسمها بدنة ولـم يقلِّدْها. قالوا: ومنافعها فـي هذه الـحال: شرب ألبـانها، وركوب ظهورها، وما يرزقهم الله من نتاجها وأولادها. قالوا: والأجل الـمسمى الذي أخبر جلّ ثناؤه أن ذلك لعبـاده الـمؤمنين منها إليه، هو إلـى إيجابهم إياها، فإذا أوجبوها بطل ذلك ولـم يكن لهم من ذلك شيء. ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن ابن أبـي لـيـلـى، عن الـحكم، عن مقسم، عن ابن عبـاس فـي: { لَكُمْ فِـيها مَنَافِعُ إلـى أجَلٍ مُسَمًّى } قال: ما لـم يُسَمَّ بُدْناً. حدثنا عبد الـحميد بن بـيان، قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف، عن سفـيان، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قوله: { لَكُمْ فِـيها مَنَافِعُ إلـى أجَلٍ مُسَمًّى } قال: الركوب واللبن والولد، فإذا سميت بدنة أو هدياً ذهب كله. حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الـحكم، عن مـجاهد، فـي هذه الآية: { لَكُمْ فِـيها مَنَافِعُ إلـى أجَلٍ مُسَمًّى } قال: لكم فـي ظهورها وألبـانها وأوبـارها، حتـى تصير بُدْناً. قال: ثنا ابن عديّ، قال: ثنا شعبة، عن الـحكم، عن مـجاهد، بـمثله. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن ابن أبـي نـجيح، ولـيث عن مـجاهد: { لَكُمْ فِـيها مَنَافِعُ إلـى أجَلٍ مُسَمًّى } قال: فـي أشعارها وأوبـارها وألبـانها، قبل أن تسميها بدنة. قال: ثنا هارون بن الـمغيرة، عن عنبسة، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { لَكُمْ فِـيها مَنَافِعُ إلـى أجَلٍ مُسَمًّى } قال: فـي البدن لـحومها وألبـانها وأشعارها وأوبـارها وأصوافها قبل أن تسمى هدياً. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، مثله، وزاد فـيه: وهي الأجل الـمسمى. حدثنـي يعقوب، قال: ثنا هشيـم، قال: أخبرنا حجاج، عن عطاء أنه قال فـي قوله: { لَكُمْ فِـيها مَنَافِعُ إلـى أجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَـحِلُّها إلى البَيْت العَتِـيق } قال: منافع فـي ألبـانها وظهورها وأوبـارها، { إلـى أجَلٍ مُسَمًّى }: إلـى أن تقلد.

السابقالتالي
2 3 4