الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }

قوله تعالى: { كَذَلِكَ حَقَّتْ }: الكافُ في محلِّ نصب نعتاً لمصدر محذوف، والإِشارةُ بـ " ذلك " إلى المصدرِ المفهوم مِنْ " تُصْرفون " ، أي: مثلَ صَرْفِهم عن الحق بعد الإِقرار به في قوله تعالىٰ:فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ } [يونس: 31]. وقيل إشارةٌ إلى الحق. قال الزمخشري: " كذلك: مثلَ ذلك الحقِّ حَقَّتْ كلمةُ ربك ".

قوله: { أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } ، فيه أربعةُ أوجه، أحدها: أنَّها في محلِّ رفعِ بدلاً من " كلمةُ " ، أي: حَقَّ عليهم انتفاء الإِيمان. الثاني: أنها في محلِّ رفعٍ خبراً لمبتدأ محذوف، أي: الأمر عدمُ إيمانِهم. الثالث: أنها في محلِّ نصبٍ بعد إسقاط الحرف الجارّ. الرابع: أنها في محلِّ جرٍّ على إعمالِه محذوفاً إذا الأصل: لأنهم لا يُؤْمنون. قال الزمخشري: " أو أراد بالكلمة العِدَة بالعذاب، و { أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } تعليل، أي: لأنهم ".

وقرأ أبو عمرو وابنُ كثير والكوفيون " كلمة " بالإِفراد، وكذا في آخر السورة. وقد تقدَّم ذلك في الأنعام. وقرأ ابن أبي عبلة { أَنهم لا يُؤْمنون } بكسر " إنَّ " على الاستئناف وفيها معنىٰ التعليل، وهذه مقويِّةُ للوجه الصائر إلى التعليل.