الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ }

قوله: { ٱلصَّآخَّةُ }: الصَّيحَةُ التي تَصُخُّ الآذانَ، أي: تَصُمُّها لشِدَّةِ وَقْعَتِها. وقيل: هي مأخوذةٌ مِنْ صَخَّه بالحجَرِ، أي: صَكَّه به. وقال الزمخشري: " صَخَّ لحديثِه مثلَ أصاخ فوُصِفَتِ النَّفْخَةُ بالصاخَّة مجازاً؛ لأنَّ الناسَ يَصِخُّون لها ". وقال ابن العربي: " الصَّاخَّة: التي تُوْرِثُ الصَّمَمَ، وإنها لَمُسْمِعَةٌ، وهذا مِنْ بديع الفصاحة كقوله:
4505ـ أصَمَّهُمْ سِرُّهُمْ أيَّامَ فُرْقَتِهمْ   فهل سَمِعْتُمْ بسِرٍ يُوْرِث الصَّمَما
وقال:
4506ـ أَصَمَّ بك النَّاعي وإنْ كانَ أَسْمَعا   .........................
وجوابُ " إذا " محذوفٌ، يَدُلُّ عليه قولُه { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } ، أي: التقديرُ: فإذا جاءَتِ الصَّاخةُ اشتغلَ كلُّ أحدٍ بنفسِه.