الرئيسية - التفاسير


* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ) مصنف و مدقق


{ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ ذُرّيَّةً } نُصب على البدلية من الآلَيْن أو على الحالية منهما وقد مر بـيانُ اشتقاقها في قوله تعالى: { وَمِن ذُرّيَتِى } وقوله تعالى: { بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ } في محل النصب على أنه صفةٌ لذرية أي اصطفى الآلَيْن حالَ كونهم ذريةً متسلسلةً متشعّبةَ البعضِ من البعض في النسَب كما يُنْبىء عنه التعرُّضُ لكونه ذرية وقيل: بعضُها من بعض في الدين فالاستمالةُ على الوجه الأول تقريبـيةٌ وعلى الثاني برهانية { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لأقوال العباد { عَلِيمٌ } بأعمالهم البادية والخافية فيصطفي مِن بـينِهم لخِدمته مَنْ تظهر استقامتُه قولاً وفعلاً على نهج قوله تعالى:ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [الأنعام، الآية 124] والجملة تذيـيلٌ مقرِّرٌ لمضمون ما قبلها.