الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ }

{ ولا يحض على طعام المسكين } الحض الحث على الفعل بالحرص على وقوعه قال الراغب الحض التحريك كالحث الا ان الحث يكون بسير وسوق والحض لا يكون بذلك واصله من الحث على الحضيض وهو قرار الارض والمعنى ولا يحث اهله وغيرهم على اعطاء طعام يطعم به الفقير فضلا عن ان يعطى ويبذل من ماله على ان يكون المراد من الطعام العين فاضمر مثل اعطاء او بذل لان الحث والتحريض لا يتعلق بالاعيان بل بالاحداث واضيف الطعام الى المسكين من حيث ان له الية نسبة أو المعنى ولا يحثهم على اطعامه على ان يكون اسما وضع موضع الاطعام كما يوضع العطاء موضع الاعطاء فالاضافة الى المفعول وذكر الحض دون الفعل ليعلم ان تارك الحض بهذه المنزلة فيكفي بتارك الفعل يعنى يكون ترك الفعل اشد فى ان يكون سبب المؤآخذة الشديدة وجعل حرمان المسكين قرينة للكفر حيث عطفه عليه للدلالة على عظم الجرم ولذلك قال عليه السلام " البخل كفر والكافر فى النار " فتخصيص الامرين بالذكر لما ان اقبح العقائد الكفر واشنع الرذآئل البخل والعطف للدلالة على ان حرمان المسكين صفة الكفرة كما فى قوله تعالىوويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة } فلا يلزم ان يكون الكفار مخاطبين به بالفروع وفى عين المعانى وبه تعلق الشافعى فى خطاب الكفار بالشرائع ولا يصح عندنا لان توجيه الخطاب بالامر ولا امر ههنا على انه ذكر الايمان مقدما وبه نقول انتهى وقال ابن الشيخ فيه دليل على تكليف الكفار بالفروع على معنى انهم يعاقبون على ترك الامتثال بها كعدم اقامة الصلاة وايتاء الزكاة والانتهاء عن الفواحش والمنكرات لا على معنى انهم يطالبون بها حال كفرهم فانهم غير مكلفين بالفروع بهذا المعنى لانعدام اهلية الادآء فيهم لان مدار اهلية الادآء هو استحفاق الثواب بالادآء ولاثواب لاعمال الكفار واهلية الوجوب لا تستلزم اهلية الادآء كما تقرر فى الاصول انتهى والحاصل ان الكفار مخاطبون بالفروع فى حق المؤآخذة لا غير وعن أبى الدردآء رضى الله عنه انه كان يحض امرأته على تكثير المرق لاجل المساكين وكان يقول خلعنا نصف السلسلة بالايمان افلا نخلع نصفها الآخر بالاطعام والحض عليه
جوى بازدارد بلاى درشت عصايى شنيدى كه عوجى بكشت كسى نيك بيند بهردوسراى كه نيكى رساند بخلق خداى