الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً }

{ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ } الذين مبتدأ خبره جملة قوله * { أَوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً } منزلا ومصيرا والمراد المشركون مطلقا أو هؤلاء الذين يجادلون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل الذين خبر لمحذوف اي هم الذين ومفعول لمحذوف ذما فالمراد المجادلون. { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } تمييز محول عن المبتدأ وهو محول عن الفاعل معنى ايضا وعلى كل حال فهو قد اسند اليه الضلال كأنه قيل سبيلهم اضل أو ضل سبيلهم ضلالا زائد وذلك مجاز في الاسناد مبالغة والضال حقيقة هو صاحب السبيل وشر واضل اسم تفضيل باقيان على معناهما اي مكانهم وسبيلهم افج من كل مكان وسبيل وخارجان عن معناهما أو باقيان على معناهما بطريقة غير الطريقة الاولى اي شر واضل من محمد اي ان كان محمد بمكان قبيح وسبيل ضلال فانتم شر واضل منه إذ تسحبون على وجوهكم إلى النار فان كان حقيرا فانتم احقر ويجوز ان يراد بالمكان الشرف والمنزلة. وقيل ان ذلك متصل بقوله اصحاب الجنة يومئذ خبرمستقرا وأَحسن مقيلا } وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم " يحشر صنف على الدواب وصنف على الاقدام وصنف على الوجوه " فقال رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ايحشر الكافر على وجهه قال " اليس الذي امشاه في الدنيا على الرجلين قادرا ان يمشيه على وجهه يوم القيامة " قال قتادة عند ذكره وهذا الحديث بلا وعزة ربي. فصل الاصح انه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل منجما. قال ابن عباس فقراء ولا يأتونك بمثل الخ وقرآنا فرقنا الخ إذا حدث المشركون شيئا احدث الله لهم جوابا وكان في بيت العزة من سماء الدنيا. وقيل نزل إلى سماء الدنيا في عشرين ليلة قدر أو ثلاث وعشرين ليلة قدر أو خمس وعشرين ليلة قدر في كل ليلة قدر ما ينزل إلى الدنيا في السنة قاله مقاتل والحليمي والماوردي وابن شهاب. وقيل ابتدأ انزاله في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجما في اوقات مختلفة. وقيل نزل من اللوح المحفوظ جملة ونجمته الحفظة على جبريل في عشرين سنة ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل نزل جملة إلى السماء تفخيما لأمره وامر النبي صلى الله عليه وسلم وامته باعلام سكان السماوات ان هذا اخر الكتب على خاتم الرسل لاشرف الامم ثم نزل شيئا فشيئا فجعل له الامرين الانزال جملة والانزال تفريقا تشريفا لمن ذكر وقيل جاء القرآن والنبوة من باب الرحمة فوضع القرآن في بيت العزة ليدخل في حد الدنيا ووضعت النبوة في قلبه صلى الله عليه وسلم ثم جاء جبريل بالرسالة ثم بالوحي وهذا حظ ابرزه الله للامة بمبعثه صلى الله عليه وسلم.

السابقالتالي
2 3