الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَىٰ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ } أي: من يخلق فيه الضلالة بسوء اختياره { وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } أي: ينصرونهم في الهداية، أو يدفعون العذاب عنهم. ثم بيّن تعالى نوعاً آخر من أباطيلهم. وهو إنكارهم البعث بقوله: { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } أي: جاهدين فيها فـ (جهد) مصدر في موقع الحال { لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَىٰ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أي: إنه يبعثهم، فيبتون القول بعدمه! وإنه وعداً عليه حقّ، فيكذبونه - وذلك لجهلهم بشؤون الله عز شأنه من العلم والقدرة والحكمة وغيرها من صفات الكمال، وبما يجوز عليه وما لا يجوز. وعدم وقوفهم على سر التكوين والغاية القصوى منه. وعلى أن البعث مما تقتضيه الحكمة. أفاده أبو السعود.

ثم ذكر حكمته تعالى في المعاد، وحشر الأجساد يوم التناد، بقوله سبحانه:

{ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ... }.