الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ }

قوله عز وجل: { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا } فيه وجهان:

أحدهما: لن يقبل الله الدماء وإنما يقبل التقوى، وهذا قول علي بن عيسى.

والثاني: معناه لن يصعد إلى الله لحومها ولا دماؤها، لأنهم كانوا في الجاهلية إذا ذبحوا بُدنهم استقبلوا الكعبة بدمائها فيضجعونها نحو البيت، فأراد المسلمون فعل ذلك، فأنزل الله تعالى: { لَنَ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُم } أي يصعد إليه التقوى والعمل الصالح، وهذا قول ابن عباس.

{ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ } أي ذللها لكم يعني الأنعام.

{ لِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } يحتمل وجهين:

أحدهما: يعني التسمية عند الذبح.

والثاني: لتكبروا عند الإِحلال بدلاً من التلبية في الإِحرام.

{ عَلَى مَا هَداكُمْ } أي ما أرشدكم إليه من حجكم.

{ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: بالقبول.

والثاني: بالجنة.