الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }

{ إنَّ في ذلكَ } الاهلاك، أو ما ذكر فى السورة { لذكْرى } تذكيرا { لمن كان لَه قلبٌ } واع ولو لم يسمع الوحى، فان دلائل المخلوقات موضحة لطريق التوحيد، أما من قلبه غير واع فكأنه لا قلب له، وكان قلبه كسائر جسده { أو ألقى السَّمْع } أصغى الى ما يتلى عليه من الوحى، وأو لمنع الخلو لجواز أن يكون الانسان فقيها ومستفيدا للقبول من الفقيه، أو لتقسيم المتذكر الى تال وسامع، أو الى فقيه وستعلم أو الى عالم كامل الاستعداد لا يحتاج لغير التأمل فيما عنده. وقاصر محتاج للتعلم، ليتذكر اذا أقبل بكليته { وهُو شَهيدٌ } حاضر متفطن، وغير المتفطن كالغائب عن المسع، كأنه غيرسامع، شبه المتفطن بالحاضر لجامع الادراك، أو عبر عن التفطن بالحضور للزوم والتسبب، أو معنى شهيد شاهد على أن ما يقوله صلى الله عليه وسلم وحى من الله عز وجل، أو شاهد على الناس كقوله تعالى:لتكونوا شهداء على الناس } [البقرة: 143] وعن قتادة: المعنى لمن سمع القرآن من أهل الكتاب وهو شاهد على صدقه لما يجده فى التوراة والانجيل، والجملة حال من ضمير ألقى.