قوله تعالى: { وَٱللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ } السبب في نزولها: أن أبيّ بن كعب قال: يا رسول الله! إن نساءً من أهل المدينة يقُلْنَ: قد بقي من النساء ما لم يُذكر فيه شيء، قال: وما هو؟ قال: الصِّغَارُ والكبارُ وذواتُ الحمل، فأنزل الله هذه الآية. ومعنى: { إِنِ ٱرْتَبْتُمْ } أشكل عليكم أمرهنّ، وجهلتم عدتهنّ. { وَٱللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ } يعني: الصغار. وهذا وقف التمام. وفيه إضمار، تقديره: فعدتهن أيضاً ثلاثة أشهر. ثم استأنف الإخبار عن عدة الحوامل فقال: { وَأُوْلاَتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } ، مطلقات كُنَّ أو متوفّى عنهنّ. وهذا قول عمر وابنه وابن مسعود وعامة الصحابة والتابعين فمن بعدهم، والأئمة الأعلام. ويحكى عن علي وابن عباس: أن الحامل المتوفى عنها زوجها تعتد بأطول الأجلين. والصحيح: مذهب الجمهور؛ لما أخبرنا به الشيخان الإمام أبو محمد عبدالله بن أحمد المقدسي، وأبو بكر محمد بن سعيد بن الموفق الخازن النيسابوري قالا: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي، أخبرنا أبو الحسن مكي بن منصور [الكرجي]، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله، عن أبيه: " أن سبيعة بنت الحارث وضعت بعد وفاة زوجها بليال، فمرّ بها أبو السنابل بن بعكك فقال: قد تصنّعت للأزواج، إنها أربعة أشهر وعشر، فذكرت ذلك سبيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كذب أبو السنابل، [أو ليس] كما قال أبو السنابل، قد حللت فتزوجي " هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من طرق عن الزهري. وأبو السنابل اسمه: حبة. قوله تعالى: { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً } أي: يسهل عليه أمر الدنيا والآخرة. { ذَلِكَ } إشارة إلى ما شرع من الأحكام { أَمْرُ ٱللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ }.