الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ }

قوله تعالى { وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } كيف ينطق عن الهوى من ليس له علة الهوى وكان مقدسا من شوايب الخليقة منوراً بانوار الحقيقة كان نطقه نطق الحق وفعله فعل الحق وقلبه ميدان تجلى الحق كيف يجرى عليه الخطرات الشيطانية والهواجس النفسانية وكان محفوظا بعين الكلاية وحسن الرعاية ما نطق فهو وحى الله وكلامه واشارة الله والهامه جعله الله مصباح وجوده فى العالم وانوار جوده فى أدم قال الحسين من عرف اللطائف علت اخطاره وجلت اقداره وصار الشح عليه فتنة قال لصفيه وما ينطق عن الهوى اخذته النعوت فنبذته فى شواهد شعاعها فلا يهتم لأدم ومن دونه لقيامه عنده وامن لبس الاولية بتيقنه وارتدى الأخرية بتوحيده ارتفع كل حادث عن صفاته واحواله قال الواسطى الوحى للانبياء ضروب والوحى للعامة من الانبياء بالرسل من الملائكة والثانى أداب نفوسهم من قوة الفهم ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى بان الوحى الهام يومئذ تحدث اخبارها والثالث ما كان منه فى المنامات وهو على شئ لهم ليس لغير الله فيه معنى قال الاستاذ متى ينطق عن الهوى من هو فى محل النجوى فى الظاهر مزموم بزمام التقوى وفى السرائر فى ايواء المولى مصفى عن كدورات البشرية مرقى الى شهود الاحدية مكاشف لجلال الصمدية مختطف عنه بالكلية لم يبق عليه منه الا الحق بالحق بقية فمن كان بهذا النعت متى ينطق عن الهوى.