الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ }

{ إِنْ تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ } من افشاء ما امرتما بكتمانه او من همّتكما لسمّه { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } الفاء سببيّة والجزاء محذوفٌ يعنى ان تتوبا الى الله لاجل ميل قلوبكما عن الحقّ والى خلاف محمّدٍ (ص) الّذى ينبغى التّوبة منه كان خيراً لكما فقد صغت قلوبكما، او الفاء للجزاء وقوله: قد صغت قلوبكما قائمٌ مقام الزاء والمعنى ان تتوبا الى الله كان واجباً عليكما التّوبة لانّه قد صغت قلوبكما، وجمع القلوب لما عليه العرب من انّه اذا اضيف تثنية الى تثنية اتى بالتّثنية الاولى بصورة الجمع كراهة الاجتماع بين التّثنيتين، وللاشعار بانّ لكلّ منهما قلوباً متعدّدة، والآية باتّفاق المفسّرين من الخاصّة والعامّة فى عائشة وحفصة { وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } والمراد بصالح المؤمنين علىّ بن ابى طالبٍ (ع) قيل: انّه سئل عمر بن الخطّاب من اللّتان تظاهرتا على رسول الله (ص)؟ - فقال: عائشة وحفصة، وعن الباقر (ع) قال: لقد عرّف رسول الله (ص) عليّاً (ع) اصحابه مرّتين، امّا مرّةً فحيث قال: من كنت مولاه فعلىّ (ع) مولاه، وامّا الثّانية فحيثما نزلت هذه الآية اخذ رسول الله (ص) بيد علىٍّ (ع) وقال: يا ايّها النّاس هذا صالح المؤمنين، وقد ورد الرّواية بطريق العامّة والخاصّة انّ المراد بصالح المؤمنين علىّ بن ابى طالب (ع).