الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }

{ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ } على النصف إلى الثلثين ويجوز جعل قليلا الثاني نصف النصف وهو الرابع ويجعل المزيد على هذا القليل الذي هو الربع نصف الربع أو تجعل الزيادة لكونها مطلقة تتمة الثلث فيكون تخييراً بين النصف والثلث والربع ويجوز ابدال النصف من الليل فالمعنى قم أقل من نصف الليل فيرجع الضمير في منه وعليه الى أقل من النصف فكأنه قيل قم أقل من نصف الليل أو قم أنقص من ذلك الأقل أو أزيد منه قليلا فيكون التخيير فيما وراء النصف بينه وبين الثلث فالاستثناء من النصف قيل أو الإستثناء من إعداد الليل فإنه عام والتخيير بين قيام النصف والناقص عنه والزائد عليه وبعض الليالي يقوم فيه بعض لا يقوم فيه والذي يقوم فيه تارة يقوم نصفه وتارة أكثر وتارة أقل قيل والأكثر عند العلماء لا يزيد على الثلثين ويجوز عود ضميري منه وعليه للنصف والتخيير بين أن يقوم أقل منه وأن يختار أحد الأمرين الأقل والأكثر وكان صلى الله عليه وسلم يقوم هو وأصحابه هذه المقادير وكان الرجل منهم لا يدري متى ثلث الليل أو نصفه أو ثلثاه فكان يقوم الليل كله محافظة على القدر الواجب واشتد ذلك عليهم فرحمهم الله وخفف عنهم ونسخها بقوله فاقرءوا ما تيسر منه قيل ليس في القرآن سورة نسخ أولها بآخرها الا هذه وبين نزول أولها ونزول آخرها سنة وقيل ستة عشر شهراً وكان قيام الليل فرضاً في حق الأمة ثم نسخ بالصلوات الخمس أو ثبت فرضه على النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ومن الليل فتهجد به نافلة لك والمشهور أن قيام الليل لم يفرض على امته قط زعم بعضهم أن في السورة ست آيات منسوخات الأولىيا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا } أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيام الليل فرضاً فقامه فرضاً وأصحابه والثانية والثالثة تطوعاً ثم قال نصفه فنسخ الجملة بالنصف ثم قال أو أنقص منه قليلا أي من النصف الى الثلث ثم قال أو زد عليه أي على النصف إلى الثلثين وقام حتى ورمت قدماه أي انتفخت وكان يقوم على أطراف أنامله فرحمه بقولهطه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } ونسخ التحديد بقوله فاقرءوا ما تيسر منه وذلك سنة لاصحابه الرابعة.وأهجرهم هجراً جميلا } نسخت بآية السيف وكذا الخامسةوذرني والمكذبين } الآية وكذا السادسةهذه تذكرة فمن شاء إتخذ الى ربه سبيلا } قلت لا نسخ في الثلاث الأولى بل تخيير والثلاث الأواخر تسلية له صلى الله عليه وسلم وتهديد لهم وقيل نسخ فرض القيام عليه صلى الله عليه وسلم وصححه بعض قومنا والأكثر أنه لم ينسخ عنه وعن الشافعي أن آخر السورة نسخ فرض القيام إلا ما تيسر ثم نسخ بالصلوات الخمس وكان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ قال لا إله الا أنت سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علماً ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب وروي إنه يكبر ويحمد ويقول سبحان الله وبحمده ويقول سبحان الملك القدوس ويستغفر ويهلل ويقول اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا ومن ضيق يوم القيامة عشراً عشراً ثم يفتتح الصلاة وكان يقرأ

السابقالتالي
2 3