الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً }

{ إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ان كان ذلك اليوم الحقّ فما فعلت بهم لاجل ذلك اليوم؟ - فقال: انّا انذرناكم { عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ } بدل من عذاباً نحو بدل الاشتمال او حال من عذاباً { مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } من خيرٍ او شرٍّ وهو يوم الموت او يوم القيامة الكبرى { وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ } بالولاية { يٰلَيْتَنِي } اى يا قوم ليتنى { كُنتُ تُرَاباً } فى الدّنيا فلم يكن لى حشر ونشر وحساب وعقاب، او ليتنى كنت تراباً فى هذا اليوم فلم يكن لى حسابٌ، او ليتنى كنت تراباً قابلاً لخلق الاشياء الاُخر منّى فانّ الكافر بسبب الفعليّات السّيّئة الحاصلة فيه لا يكون قابلاً لفعليّاتٍ اُخر منه فيتمنّى ان يكون تراباً مستعدّاً لان يخلق فيه صور اخرى، وقيل بعد ما يحشر الخلائق فى صعيدٍ واحد ويقتصّ من الظّالم للمظلوم حتّى للجمّاء من القرناء يقول الرّبّ لغير الثّقلين: انّا خلقناكم وسخّرناكم لبنى آدم وكنتم مطيعين لهم ايّام حياتكم فارجعوا الى الّذى كنتم كونوا تراباً، فاذاً التفّت الكافر الى ما صار تراباً يقول: يا ليتنى كنت على صورة شيءٍ منها وكنت اليوم تراباً، وقيل: المراد بالكافر ابليس اذا رأى كرامة آدم وولده وقد عابه على كونه من طينٍ يتمنّى ان يكون اصله تراباً، او المراد بالكافر الكافر بالولاية فانّه يتمنّى ان يكون من شيعة علىٍّ (ع) فانّه روى عن ابن عبّاس انّه سئل: " لم كنّى رسول الله (ص) عليّاً (ع) ابا تراب؟ - قال: لانّه صاحب الارض وحجّة الله على اهلها بعده وله بقاؤها واليه سكونها قال: ولقد سمعت رسول الله (ص) يقول: انّه اذا كان يوم القيامة وراى الكافر ما اعدّ الله تبارك وتعالى لشيعة علىٍّ (ع) من الثّواب والزّلفى والكرامة قال: يا ليتنى كنت تراباً اى من شيعة علىٍّ (ع) " وذلك قول الله عزّ وجلّ: { وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً }.