الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }

قوله: { وَقال لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُما اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } أي: اذكر أمري عند سيدك، أي: الملك.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يقولن أحدكم عبدي ولا أمتي، وليقل فتاي وفتاتي، ولا يقولن المملوك لسيده ربي وربتي، وليقل سيّدي وسيّدتي؛ كلكم عبيد، والله هو الرب "

قوله: { فَأَنساهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ } ذكر أن يوسف قال للساقي حين عبر له رؤياه: { اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } ، وذلك بعد ما لبث في السجن خمس سنين يتضرّع إلى الله بالليل والنهار ويدعوه، فأنساه الشيطان ذكر ربه، يعني يوسف. ورغب يوسف إلى الساقي أن يذكره عند الملك.

قال: { فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }. قال بعضهم: سبع سنين بعد ذلك، عقوبة من الله لقوله: { اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } ، وقال الحسن: البضع ما بين الثلاثة إلى العشرة.

وقال مجاهد: { اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } أي: عند الملك؛ فلم يذكره حتى رأى الملك الرؤيا. وذلك أن يوسف عليه السلام أنساه الشيطان ذكر ربه وأمره أن يذكره للملك ابتغاء الفرج عنده. فلبث في السجن بضع سنين عقوبة [لقوله ذلك].

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله أخي يوسف، لو لم يقل اذكرني عند ربك ما لبث في السجن ما لبث "