الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ }

قوله عز وعلا: { وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } [الآية: 44].

قال أبو عمرو المكى: قلت لأبى صالح حمدون أوصنى بوصية فقال: إن استطعت أن تصبح مفوضًا لا مدبرًا فافعل.

قال شاه: علامة التفويض ترك الاختيار وصدق التفويض الصحبة مع الله والثقة باختيار وترك الضر.

سمعت عبد الله الرازى يقول: سمعت أبا عثمان - وذكر أنه من كلام شاه - من علامات التفويض ترك الحكم فى اقتدار الله وانتظار القضاء من وقت إلى وقت وتعطيل الإرادة لتدبير الله عز وجل.

وقال بعضهم: التفويض قبل نزول القضاء والتسليم بعد نزول القضاء.

سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال أبو العباس ابن عطاء فى قوله: { وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } قال: أجعل أمرى أمره ولا أتقدم حتى يأذن لى.

سمعت أبا عبد الله الرازى يقول: سمعت أبا عثمان يقول: من أراد أن يفوض أمره إلى الله فليحفظ أربعة أشياء.

أولها: عدل الله عليه أن ذلك كان مكتوبًا عليه.

والثانى: يحفظ ذنوبه ويعلم أن ذلك عقوبة.

والثالث: يحفظ إحسان الله إليه حيث عفى عن كثير من ذنوبه.

والرابع: يرجو الخير الكثير فى كراهيته لقوله تعالى:فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً } [النساء: 19].

سمعت أبا بكر الرازى يقول: سمعت أبا عثمان الدمشقى يقول: سمعت أبا عبد الله الحلاج يقول: سمعت ذا النون المصرى رحمة الله عليه وقد سئل متى يكون العبد مفوضًا؟ قال: إذا يئس من نفسه وفعله والتجأ إلى الله فى جميع أحواله ولم يكن له علاقة سوى ربه.