الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } * { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ }

هذا مما يقال يوم القيامة على رؤوس الملأ. ووصف { جهنم } بــــ { التي يكذب بها المجرمون } تسفيه للمجرمين وفضح لهم. وجملة { يطوفون } حال من { المجرمون } ، أي قد تبين سفه تكذيبهم بجهنم اتضاحاً بيناً بظهورها للناس وبأنهم يترددون خلالها كما ترددوا في إثباتها حين أنذروا بها في الدنيا. والطواف ترداد المشي والإِكثار منه، يقال طاف به، وطاف عليه، ومنه الطواف بالكعبة، والطواف بالصفا والمروة، قال تعالىفلا جناح عليه أن يطَّوف بهما } وتقدم في سورة البقرة 158. والحميمُ الماء المغلَّى الشديد الحرارة. والمعنى يمشون بين مكان النار وبين الحميم فإذا أصابهم حرّ النار طلبوا التبرد فلاح لهم الماء فذهبوا إليه فأصابهم حرُّه فانصرفوا إلى النار دَوَاليْك وهذا كقولهوإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل } الكهف 29. وآنٍ اسم فاعل من أنَى، إذا اشتدت حرارته.