الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } * { فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } * { يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } * { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ }

ثم ذكر عنادهم وقسوة قلوبهم فقال: { وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطاً } أي: وإن يروه ساقطاً عليهم { يَقُولُواْ } لفرط عنادهم { سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } بعضه فوق بعض ممطرنا، ولم يصدقوا أنه كسف ساقط لعذابهم.

ثم هددهم فقال: { فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ } وقرأ أبو جعفر وعبدالوارث: " يَلْقُوا " ، { يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يَصْعَقُون }.

وقرأ ابن عامر وعاصم: " يُصْعَقُون " بضم الياء.

والمراد: يوم هلاكهم وموتهم.

وقيل: يوم القيامة، فيكون المراد بصعقهم: غشيتهم، كقوله:وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقاً } [الأعراف: 143].

قوله: { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ } وهو عذاب القبر.

وقيل: ما أصابهم يوم بدر. رويا عن ابن عباس.

وقال الحسن: مصائبهم في الدنيا.

قوله تعالى: { وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } أي: اصبر لحكم ربك بإمهالهم وتمكنهم من أذاك { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } قال الزجاج: بحيث نراك ونحفظك ونرعاك، فلا يصلون إلى مكروهك.

وهذا من المواضع التي يقول أكثر المفسرين: أنها منسوخة. ولا يصح؛ لما ذكرنا في نظائره.

{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } قال ابن عباس: صلّ لله حين تقوم من منامك.

وقال عطاء ومجاهد: قل: سبحانك اللهم وبحمدك حين تقوم من مجلسك.

وقال الضحاك: قل سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك، حين تقوم في الصلاة.

وهذا أحد الترجيحات لمذهب إمامنا أحمد وأبي حنيفة، فإنهما يستحبان الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام [بهذا. قال زيد بن أسلم]: صَلِّ صلاة الظهر حين تقوم من نوم القائلة.

{ وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ } قال مقاتل: صلاة المغرب [والعشاء. { وَإِدْبَارَ] ٱلنُّجُومِ } يعني: الركعتين قبل صلاة الفجر، في قول علي عليه السلام وجمهور المفسرين.

وقال الضحاك وابن زيد: هي صلاة الغداة.

وقرأ يعقوب في رواية زيد عنه: " وأدبار " بفتح الهمزة. وقد أشرنا إلى ذلك في آخر قاف. والله تعالى أعلم.