الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ } * { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } * { وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ } * { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

قال تعالى: { فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ } أي: تركوا أمر ربهم، أي: عصوه. { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ } أي العذاب، وهو الفزع. قال تعالى: { وَهُمْ يَنظُرُونَ } أي العذاب. { فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ } أي يذهبون فيه إلى حوائجهم. { وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ } أي: ممتنعين.

{ وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ } أي: من قبل عاد { إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } يعني فسق الشرك.

قوله عز وجل: { وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ } أي: بقوة. وقال تعالى في آية أُخرى:فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } [سورة فصلت:11]. قوله: { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } أي: في الرزق.

قال عز من قائل: { وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا } مثل قوله:جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً } [البقرة:22] ومهاداً، وبساطاً. قال عز من قائل: { فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ }.

قال عز وجل: { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } تفسير الحسن: السماء والأرض، والجنة والنار، والليل والنهار، والصيف والشتاء، وكل اثنين فالواحد منه زوج. وتفسير الكلبي: { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } أي: الذكر والأنثى. قال عز وجل: { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } أي: لكي تذكروا فتعلموا أن الذي خلق هذه الأشياء واحد، جعلها لكم تذكرة لتعبدوه.