الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } * { وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ } * { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

قوله: { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ } إلى قوله: { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } الآيات.

نصب السماء على فعل مضمر تقديره: " وبنينا السماء بنيناها بأيد " أي: بقوة وقدرة، أي: والسماء رفعنا سقفها بقوة، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وسفيان وغيرهم.

{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } أي: لذوو سعة بخلقها وخلق ما شئنا أن نخلقه.

ثم قال: { وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ } أي: والأرض جعلناها فراشاً للخلق ومهاداً، فنعم الماهدون نحن لهم.

ثم قال: { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } التقدير: ومن كل شيء خلقناه زوجين، أي: جنسين ذكراً وأنثى وحلواً وحامضاً، قاله ابن زيد والفراء.

وقيل معناه: خلقنا نوعين مختلفين كالشقاء والسعادة، والهدى والضلالة والإيمان والكفر، والليل والنهار، والسماء والأرض، والإنس والجن. قاله مجاهد.

وقال الحسن: هو مثل الشمس والقمر.

{ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } أي: فعلنا ذلك لعلكم تعتبرون فتعلمون أن القادر على ذلك مستوجب للعبادة / والطاعة.