الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ }

قوله: { ذَوَاتَآ }: صفةٌ لـ جَنَّتان، أو خبرُ مبتدأ محذوفٍ، أي: هما ذواتا. وفي تثنية " ذات " لغتان: الردُّ إلى الأصلِ، فإنَّ أصلَها " ذَوْيَة " فالعينُ واوٌ، واللامُ ياءٌ، لأنَّها مؤنثةُ ذو. والثانية: التثنيةُ على اللفظِ فيُقال: ذاتا.

والأَفْنان: فيه وجهان، أحدُهما: أنه جمعُ فَنَن كطَلَل وهو الغُصْنُ. قال النابغة الذبياني:
4187ـ بكاءَ حمامةٍ تَدْعو هَدِيلاً   مُفَجَّعةٍ على فَنَنٍ تُغَنِّي
وقال آخر:
4188ـ رُبَّ وَرْقاءَ هَتُوفٍ بالضُّحى   ذاتِ شَجْوٍ صَدَحَتْ في فَنَنِ
وقال آخر:
4189ـ............................   على كلِّ أفنانِ العِضاهِ تَرُوْقُ
والثاني: أنه جمعُ فَنّ كدَنّ، وإليه أشار ابنُ عباس. والمعنى: ذواتا أنواعٍ وأشكالٍ. وأنشدوا:
4190ـ ومِنْ كلِّ أفنانِ اللَّذاذَةِ والصِّبا   لَهَوْتُ به والعيشُ أخضرُ ناضِرُ
إلاَّ أنَّ الكثيرَ في " فَنّ " أَنْ يُجْمع على " فُنون ".