الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ }

يجوز أن يكون عطفاً على قولهللمكذبين } المرسلات 47، والتقدير والذين إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون، فإن آل الداخلة على الأوصاف المشتقة بمنزلة اسم الموصول غالباً، ولذلك جعلها النحاة في عداد أسماء الموصول وجعلوا الوصف الداخلة عليه صلةً لها. ويجوز أن يكون عطفاً على جملةكُلوا وتمتعوا قليلاً } المرسلات 46 والانتقال من الخطاب إلى الغيبة التفات. وعلى كلا الوجهين فهو من الإِدماج لينعى عليهم مخالفتهم المسلمين في الأعمال الدالة على الإِيمان الباطنِ فهو كناية عن عدم إيمانهم لأن الصلاة عماد الدين ولذلك عُبر عن المشركين بـالذين هم عن صلاتهم ساهون } الماعون 5. والمعنى إذا قيل لهم آمنوا واركعوا لا يؤمنون ولا يَركعون كما كني عن عدم الإِيمان لما حكي عنهم في الآخرةما سلككم في سقر قالوا لم نكُ من المصلين ولم نك نطعم المسكين } المدثر 42 ـ 44 إلى آخره. ويجوز أن يكون عطفاً على قولهإنكم مجرمون } المرسلات 46. وعلى الوجوه كلها يفيد تهديدهم لأنه معطوف على التكذيب أو على الإِجرام، وكلاهما سبب للتهديد بجزاء السوء في يوم الفصل. وليس في الآية دليل على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة لعدم تعيُّن معنى المصلين للذين يقيمون الصلاة.