الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ } * { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ }

قوله تعالى { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ } ادب حبيبه حين غلب عليه شوق لقائه وثقل عليه رؤية غيره واراد ان يصل الى جواره فامره بالصبر فى ميادين بلائه بامتحانه ليعرفه شرائف مقاماته فى معرفة الذات والصفات ويسرج من سراجه سراج العارفين والموحدين فيرشدون برشده ويرون الحق بنوره فقال ولا تكن كصاحب الحوت فى قلة صبره عن مشاهدته وبلاء استتاره والفناء تحت جريان امتحانه وذلك حين نادى فى ظلمات بطن الحوت وهو مغتم تحت ذل الحجاب فتلطف عليه الحق كاشفاً عنه غمة الفرقة واراه جماله وذلك قوله { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ } سوابق نعم الاصطفائية الازلية لكان فى ارض الحجاب ذليلا ولكن اغاثه الاجتبائية والاصطفائية عن ذلك الحجاب وشرفه بكشف النقاب وجعله من المتمكنين فى النظر الى وجهه ثم يقع بعد ذلك الى بحر الامتحان ولا فى حجاب الحرمان.