الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ }

{ لولا ان تداركه } ناله وبلغه ووصل اليه وبالفارسية اكرنه آتست كه دريافت اورا { نعمة } رحمة كائنة { من ربه } وهو توفيقه للتوبة وقبولها منه وحسن تذكير الفعل للفصل بالضمير وان مع الفعل فى تأويل المصدر مبتدأ خبره مقدر بمعنى ولولا تدارك نعمة من ربه اياه حاصل { لنبذ } اى طرح من بطن الحوت فان النبذ القاء الشئ وطرحه لقلة الاعتداد به { بالعراء } اى بالارض الخالية من الاشجار قال الراغب العرآء مكان لا سترة به { وهو مذموم } مليم مطرود من الرحمة والكرامة لكنه رحم فبنبذ غير مذموم بل سقيما من جهة الجسد ومليم من ألام الرجل بمعنى اتى ما يلام عليه ودخل فى اللوم فان قلت فسر المذموم بالمليم وقد اثبته الله تعالى بقوله فالتقمه الحوت وهو مليم اجيب على ذلك التفسير بأن الالامه حين الالتقام لا تستلزم الا لامة حين النبذاذ التدارك نفاها فالتفت على ما هو حكم لولا الامتناعية كما اشير اليه فى تصوير المعنى آنفا وهو حال من مرفوع نبذ عليها يعتمد جواب لولا لانها هى المنفية لا النبذ بالعرآء كما فى الحال الاولى لانه نبذ غير مذموم بل محمود.