الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }

يقول تعالى ذكره: إن الذين يخالفون الله في حدوده وفرائضه، فيجعلون حدوداً غير حدوده، وذلك هو المحادّة لله ولرسوله، وأما قتادة فإنه كان يقول في معنى ذلك ما: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { إنَّ الَّذِينَ يُحادُّونَ الله وَرَسُولَهُ } يقول: يعادون الله ورسوله. وأما قوله: { كُبِتُوا كمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } فإنه يعني: غيظوا وأخزوا كما غيظ الذين من قبلهم من الأمم الذين حادّوا الله ورسوله، وخزُوا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { كُبِتُوا كمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } خُزوا كما خزي الذين من قبلهم. وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول: معنى { كُبِتُوا } أهلكوا. وقال آخر منهم: يقول: معناه غيظوا وأخزوا يوم الخندق { كمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } يريد من قاتل الأنبياء من قبلهم. وقوله: { وَقَدْ أنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ } يقول: وقد أنزلنا دلالات مفصلات، وعلامات محكمات تدلّ على حقائق حدود الله. وقوله: { واللْكافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } يقول تعالى ذكره: ولجاحدي تلك الآيات البيِّنات التي أنزلناها على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنكريها عذاب يوم القيامة مهين: يعني مذلّ في جهنم.