الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً }

قوله تعالى: { عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ } أخرج البخاري في صحيحه من حديث عمر قال: " اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: { عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ } ، فنزلت هذه الآية ".

وهذا تخويفٌ لنساء النبي صلى الله عليه وسلم. ولعمري إنهن خيرُ نساء الأمة، لكن لو طلقهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعصيانهن، وإيذائهن له، كان غيرهن من المؤمنات السليمات من ذلك لو تزوجهن رسول الله خيراً منهن، فهو على سبيل الفرض والتقدير، لا أن غيرهنّ خيراً منهن.

ثم وصف الأزواج فقال: { مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ } أي: مُقرّات مُخلصات { قَانِتَاتٍ } أي: طائعات { سَائِحَاتٍ } أي: صائمات، وقيل: مهاجرات. وقد ذكرنا ذلك في براءة عند قوله:ٱلتَّائِبُونَ ٱلْعَابِدُونَ } [التوبة: 112].

قال الزمخشري: فإن قلت: لم أُخْلِيَتِ الصفاتُ كلُّها عن العاطف، ووسط بين الثيبات والأبكار؟

قلتُ: لأنهما صفتان متنافيتان لا يجتمعن فيهما اجتماعهنّ في سائر الصفات، فلم يكن بُدّ من الواو.