الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }

قوله: { إِنَّا سَنُلْقِي }: هذه الجملةُ مستأنفةٌ. وقال الزمخشري: " وهذه الآيةُ اعتراضٌ ". ثم قال: " وأراد بهذا الاعتراضِ أنَّ ما كُلِّفَهُ مِنْ قيامِ الليلِ مِنْ جُملةِ التكاليفِ الثقيلةِ الصعبةِ التي وَرَدَ بها القرآنُ؛ لأنَّ الليلَ وقتُ السُّباتِ والراحةِ والهدوءِ، فلا بُدَّ لِمَنْ أحياه مِنْ مُضادَّةٍ لطَبْعِه ومجاهدةٍ لنَفْسِه ". انتهى. يعني بالاعتراضِ من حيث المعنى لا من حيث الصناعةُ؛ وذلك أنَّ قولَه: { إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ } مطابِقٌ لقولِه: { قُمِ ٱلْلَّيْلَ } فكأنه شابَهَ الاعتراضَ من حيث دُخولُه بين هذَيْن المتناسِبَيْنِ.