الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }

{ إِنَّا سَنُلْقِي } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: لم امرت بقيام اللّيل وترتيل القرآن الّذى هو تفصيل المعانى المجملة فى الوجود فى العالم الكبير او العالم الصّغير؟ - فقال: لانّا سنلقى { عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } لا يتحمّله من كان ضعيفاً فى قوّته العمّالة والعلاّمة، وقيام اللّيل يقوّى القوّة العمّالة ويعدّ القوّة العلاّمة لادراك دقائق الامور وترتيل القرآن يعنى تفصيل المعانى المجملة فى العقول الكلّيّة والنّفوس الكلّيّة فى الكثرات الكونيّة، وتفصيلها فى الصّغير يقوّى القوّة العلاّمة وينشط القوّة العمّالة، والمراد بالقول الثّقيل القرآن فانّه كان من ثقله اذا نزل يأخذ النّبىّ (ص) شبه الغشى، وكان فى بعض الاحيان يرى سرّة دابّته كأنّها تمسّ الارض، او آثار الولاية فانّها لثقلها لم يكن موسى (ع) يطيق الصّبر على ما يرى من الخضر (ع)، او المراد نصب علىٍّ (ع) بالخلافة فانّها لثقلها لم يكن يظهره النّبىّ (ص) حتّى عوتبه فى ذلك ونزل عليه فان لم تفعل فما بلّغت رسالتك، او المراد مصائب اهل بيته بعده فانّها لثقلها كادت لا يمكن ان تسمع، او المراد هو السّكينة الّتى لم تكن تنزل الاّ ومعها جنود لم تروها ولم تكن تنزل حتّى يطهّر القلب من الاغيار، ولم يطهّر الاّ باستنارة القوّة العلاّمة ونشاط القوّة العمّالة، ولا يكون ذلك الاّ بقيام اللّيل وترتيل القرآن.