الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }

قوله تعالى { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ } ان الله سبحانه عاتب من التفت الى شئ سواه من العرش الى الثرى وعرف مكان الطاف ربوبيته وفردانية ذاته وصفاته واعلمنا مقام تنزيه قدمه عن الاضداد والانداد التى هى فانية تحت جبروته وخاضعة فى ميادين ملكوته القدم عن الحدوث ومن النور واىّ شئ النور والظلمة ومن ابليس وذرّيته وايش الاصنام والاوثان فى ساحة كبريائه الازلى الذى يفنى بسطوة من سطواته كل ما بدأ من العدم الى الوجود واى شناعة اشنع على من يعتمد على احد دون عزته قال يحيى بن معاذ لا يكون وليا لله ولا يبلغ مقام الولاية من نظر الى شئ دون الله او اعتمد سواه ولم يميز بين من يواليه ومن يعاديه وحال اقباله من حال ادباره قال الله { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ } قال الحسين خاطبك الحق تعالى احسن خطاب ودعاك الى نفسه بالطف دعاء بقوله افتتخذونه وذريته اولياء من دونى.