الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَنذِرْ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }

{ وَأَنذِرْ بِهِ } أي: بما يوحي، المتقدم ذكره { ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ } يعني: من دون الله تعالى، { وَلِيٌّ } أي: ناصر ينصرهم { وَلاَ شَفِيعٌ } يشفع لهم وينجيهم من العذاب، غيره تعالى { لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } أي: الاعتقادات الفاسدة، والأعمال الطالحة، والأخلاق الرديئة.

قال في العناية: خص بالذكر هؤلاء، لأنهم الذين ينفعهم الإنذار، ويقودهم إلى التقوى. وليس المراد الحصر حتى يرد أن إنذاره لغيرهم لازم أيضاً. انتهى.

وجملة { لَيْسَ لَهُمْ } في موضع الحال من { يُحْشَرُوۤاْ } ، فإن المخوف هو الحشر على هذه الحالة. والمراد بـ (الوليّ) و (الشفيع) الآلهة التي كان المشركون يزعمون أنها شفعاؤهم، وحينئذ فلا دلالة في الآية على نفي الشفاعة للمسلمين؛ لأن شفاعة الرسل يومئذ إنما تكون بإذنه تعالى، فكأنها منه تعالى.