الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ }

{ كَذَٰلِكَ } الأمر، أي مثل ذلك، وذلك إشارة إلى تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وتسميته ساحراً ومجنوناً، ثم فسر ماأجمل بقوله { مَآ أَتَى } ولا يصح أن تكون الكاف منصوبة يأتي لأنّ ما النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. ولو قيل لم يأتىٰ، لكان صحيحاً، على معنى مثل ذلك الإتيان لم يأت من قبلهم رسول إلا قالوا { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ } الضمير للقول، يعنى أتواصى الأوّلون والآخرون بهذا القول حتى قالوه جميعًا متفقين عليه { بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَـاغُونَ } أي لم يتواصوا به لأنهم لم يتلاقوا في زمان واحد، بل جمعتهم العلة الواحدة وهي الطغيان، والطغيان هو الحامل عليه.