الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ }

قوله تعالى: { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا }؛ قال المفسِّرون: إنَّما يقولُون هذا؛ لأنَّ الله يرفعُ عنهم العذابَ فيما بين النَّفخَتين فيرقُدون، فلما بُعِثُوا في النفخةِ الآخرةِ وعَايَنُوا القيامةَ ودَعوا بالويلِ والثُّبور، فقالوا: يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا؟ فيقولُ الملائكة: { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ }؛ على ألْسِنَةِ الرُّسل أنه يبعثُكم بعد الموتِ في موعدِ البعثِ.

وقال قتادةُ: (أوَّلُ الآيَةِ لِلْكَافِرِينَ وَآخِرُهَا لِلمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ الْكَافِرُ: يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا، وَقَالَ الْمُسْلِمُ: هَذا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ). ويجوزُ أن يكون قولهُ هذا من نعتِ الْمَرْقَدِ، كأنَّهم يقولون: مَن بعثَنا من مرقدِنا هذا الذي كُنَّا راقدين فيهِ؟ فيقالُ لَهم: ما وعدَ الرحمنُ الذي بعثَكم. ويجوزُ أن يكون ما وعدَ الرحمنُ على هذا القولِ خبرُ مبتدأ محذوفٍ تقديرهُ: حقٌّ ما وعدَ الرحمنُ، وهذا ما وعدَ الرحمنُ.