الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ }

{ ولا تطْردِ الَّذينَ يدْعُون ربَّهم بالغداة } وقرئ بالغدوة { والعشىِّ يُريدُون وجْهَه } هذا أمر بإكرام المتقين، وتقريب لهم، واختيارهم على رؤساء قريش المشركين ولو غضبوا بعد أمره بإنذار من لم يتق أو بزيادة التقوى أو الدوام عليها، ومعنى يدعون ربهم، يعبدون ربهم، والغداة والعشى كناية بطرفى النهار عن حمله، والمراد إدامتهم العبادة، وذلك قول الضحاك، وقيل يعبدون ربهم بصلاة الفجر، وصلاة العصر، خصها لزيادة شرفهما، وهو رواية عن ابن عباس، وعن الحسن المراد صلاة مكة التى كانت مرتين فى اليوم مرتين بكرة وعشيا، وقيل المراد بدعاء ربهم بالغداة والعشى الصلوات الخمس، وهو مروى عن ابن عباس، وقيل المراد بالدعاء بالغداة والعشى القرآن وتعلمه وكانوا يقولون يدعون ربهم بالغداة والعشى ذكر الله بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وبعد صلاة العصر إلى غروبها. قال مجاهد صليت الصبح مع سعيد بن المسيب، فلما سلم الإمام ابتدر الناس القيام، فقال سعيد بن المسيب ما أسرع الناس إلى هذا المجلس، قال مجاهد يتأولون قوله تعالى { يدعون ربهم بالغداة والعشى } قال أو فى هذا هو إنما ذلك فى الصلاة التى انصرفنا عنها، وقيل المراد بالدعاء فى الوقتين طلب الحوائج من الله فيهما، ويدل على أقوال الصلاة ما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن ناساً من الفقراء كانوا مع النبى صلى الله عليه وسلم، فقال أناس من أشراف الناس نؤمن لك، وإذا صلينا فأخر هؤلاء الذين معك فليصلوا خلفنا. وعن ابن مسعود رضى الله عنه مر ملأ من قريش بالنبى صلى الله عليه وسلم، وعنده صهيب وعمار وبلال وخباب ونحوهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا يا محمد رضيت بهؤلاء بدلا من قومك، أهؤلاء الذين مَنَّ الله عليهم من بيننا؟ أنحن نكون تبعاً لهؤلاء، اطردهم فلعلك إن طردتهم تبعناك، فنزلت الآية. وتفسير الملأ جاء فى رواية عكرمة أنه قال جاء عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، ومطعم بن عدى، والحارث بن نوفل فى أشراف بنى عبد مناف من أهل الكفر، إلى أبى طالب عم النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا طالب لو أن ابن أخيك محمداً يطرد عنه موالينا وحلفاءهم فإنما هم عبيدنا وعتقاؤنا كان أعظم فى صدورنا، وأطوع له عندنا، وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقنا، فأتى أبو طالب إلى النبى صلى الله عليه وسلم فحدثه بالذى كلفوه به، فقال عمر بن الخطاب، لو فعلت ذلك حتى تنظر ما الذى يريدون وإلى هم يصيرون، فنزلت الآية إلى قولهأليس الله بأعلم بالشاكرين } فجاء عمر فاعتذر عن مقالته، وقيل جاء واعتذر وقال ما أردت إلا الخير، فنزلوإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم }

السابقالتالي
2 3 4