الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } في مشركي أهل مكة.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر رضي الله عنهما فكتبتها بيدي ثم بعثت إلى هشام بن العاصي.

وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان بسند لين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشي بن حرب قاتل حمزة يدعوه إلى الإِسلام، فأرسل إليه: يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل، أو أشرك، أو زنى، { يلقَ أثاماً } { يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً } [الفرقان: 69] وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة؟ فأنزل الله { إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً } [الفرقان: 70] فقال وحشي: هذا شرط شديد { إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً } [الفرقان: 70] فلعلي لا أقدر على هذا. فأنزل الله { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [النساء: 48] فقال وحشي: هذا أرى بعد مشيئة فلا يدري يغفر لي أم لا فهل غير هذا؟ فأنزل الله { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم... } الآية قال وحشي: هذا فهم. فأسلم، فقال الناس: يا رسول الله: إنا أصبنا ما أصاب وحشي قال: بلى للمسلمين عامة ".

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد قال: لما أسلم وحشي أنزل اللهوالذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق } [الفرقان: 68] قال وحشي وأصحابه: فنحن قد ارتكبنا هذا كله. فأنزل الله { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم... } الآية. " وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن وحشي قال: لما كان في أمر حمزة ما كان ألقى الله خوف محمد صلى الله عليه وسلم في قلبي خرجت هارباً أكمن النهار، وأسير الليل، حتى صرت إلى أقاويل حمير، فنزلت فيهم، فاقمت حتى أتاني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني إلى الإِسلام؟ قال: تؤمن بالله، ورسوله، وتترك الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله، وشرب الخمر، والزنا، والفواحش كلها، وتستحم من الجنابة، وتصلي الخمس. قال: إن الله قد أنزل هذه الآية { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، فصافحني وكناني بأبي حرب ".

وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على رهط من أصحابه يضحكون فقال:

السابقالتالي
2 3 4 5