الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

{ قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم }. قال الراغب السرف تجاوز الحد فى كل ما يفعله الانسان وان كان ذلك فى الانفاق اشهر وقوله تعالى { قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم } يتناول الاسراف فى الاموال وفى غيرها انتهى. وتعدية الاسراف بعلى لتضمين معنى الجناية والمعنى افرطوا فى الجناية عليها بالاسراف فى المعاصى وارتكاب الكبائر والفواحش. قال البيضاوى ومن تبعه اضافة العباد تخصصه بالمؤمن على ما هو عرف القرآن. يقول الفقير قوله تعالىفاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولى بأس شديد } ينادى على خلافه لان العباد فسر ههنا ببخت نصر وقومه وكانوا كفارا بالاتفاق الا ان يدعى الفرق بين الاضافة بالواسطة وبغيرها. وقال فى الوسيط المفسرون كلهم قالوا ان هذه الآية نزلت فى قوم خافوا ان اسلموا ان لا يغفر لهم ما جنوا من الذنوب العظام كالشرك وقتل النفس والزنى ومعاداة النبى عليه السلام والقتال معه فانزل الله هذه الآية وفرح النبى عليه السلام بهذه الآية ورآها اصحابه من اوسع الآيات فى مغفرة الذنوب انتهى. وقال فى التكملة روى ان وحشيا قاتل حمزة رضى الله عنه كتب الى النبى عليه السلام يسأله هل له من توبة وكتب انه كان قد سمع فيما انزل الله بمكة من القرآن آيتين ايأستاه من كل خير وهما قوله تعالىوالذين لا يدعون مع الله الها آخر } الى قولهمهانا } فنزلتالا من تاب } الخ فكتب بها رسول الله عليه السلام فخاف وحشى وقال لعلى لا ابقى حتى اعمل عملا صالحا فانزل اللهان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك } الخ فقال وحشى انى اخاف ان لا اكون من مشيئة الله فانزل الله تعالى { قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم } الخ فاقبل وحشى واسلم انتهى وعلى كل تقدير فخصوص السبب لا ينافى عموم اللفظ فدخل فيه كل مسرف { لا تقنطوا من رحمة الله } القنوط اعظم اليأس. وفى المفردات اليأس من الخير وبالفارسية نوميدشدن ازخير والرحمة من الله تعالى الانعام والاعطاء والتفضل وبالفارسية بخشايش وهو لا يكون فى الترتيب الوجودى الا بعد المغفرة التى هى ان يصون الله عبده من ان يمسه العذاب دل عليه قوله { انه هو الغفور الرحيم } ولذا قالوا فى المعنى لا تيأسوا من مغفرته اولا وتفضله ثانيا
نوميد مشوكه نااميدى كفراست   
درمعالم التنزيل آورده كه ابن مسعود رضى الله عنه درمسجد در آمد ديد كه واعظمى ذكر آتش دوزخ وسلاسل واغلال ميكند فرمودكه اى مذكرجرا نوميد مى كردانى مردمانرا مكر نخواندى آنراكه ميفرمايد { قل يا عبادى الذين } الخ. واعلم ان القنوط من رحمة الله علامة زوال الاستعداد. والسقوط عن الفطرة بانقطاع الوصلة بين الحق والعبد اذ لو بقى شىء فى العبد من نوره الاصلى لادرك اثر رحمته الواسعة السابقة على غضبه فرجاء وصول ذلك الاثر اليه لاتصاله بعالم النور بتلك البقية وان اسرف وفرط فى جنب الله واما اليأس فدليل الاحتجاب الكلى واسوداد الوجه فالله تعالى يغفر الذنوب جميعا بشرط بقاء نور التوحيد فى القلب فاذا لم يبق دخل فى قوله

السابقالتالي
2 3 4