الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }

{ ان الذين يؤذون الله } يقال اذى يؤذى اذى واذية واذاية ولا يقال ايذاء كما فى القاموس ولكن شاع بين اهل التصنيف استعماله كما فى التنبيه لابن كمال. ثم ان حقيقة التأذى وهو بالفارسية آزرده شدن فى حقه تعالى محال فالمعنى يفعلون ما يكرهه ويرتكبون ما لا يرضاه بترك الايمان به ومخالفة امره ومتابعة هواهم ونسبة الولد والشريك اليه والاحاد فى اسمائه وصفاته ونفى قدرته على الاعادة وسب الدهر ونحت التصاوير تشبيها بخلق الله تعالى ونحو ذلك { ورسوله } بقولهم شاعر ساحر كاهن مجنون وطعنهم فى نكاح صفية الهارونية وهو الاذى القولى وكسر رباعيته وشج وجهه الكريم يوم احد ورمى التراب عليه ووضع القاذورات على مهر النبوة. عبد الله بن مسعود كفت ديدم رسول خدايرا عليه السلام در مسجد حرام درنماز بود سر بر سجود نهاده كه آن كافر بيامد وشكنبه شتر ميان دو كتف وى فرو كذاشت رسول همجنان در سجود بخدمت الهل ايستاده وسراززمين برنداشت تاآنكه كه فاطمه زهرا رضى الله عنها بيامد وآن از كتف مبارك وى بينداخت وروى نهاد درجمع قريش وآنجه سزاى ايشان بود كفت ونحو ذلك من الاذى الفعلى ويجوز ان يكون المراد بايذاء الله ورسوله ايذاء رسول الله خاصة بطريق الحقيقة وذكر الله لتعظيمه والايذان بجلالة مقداره عنده وان ايذاءه عليه السلام ايذاء له تعالى لانه لما قالمن يطع الرسول فقد اطاع الله } فمن آذى رسوله فقد آذى الله. قال الامام السهيلى رحمه الله ليس لنا ان نقول ان ابوى النبى صلى الله عليه وسلم فى النار لقوله عليه السلام " لا تؤذوا الاحياء بسب الاموات " والله تعالى يقول { ان الذين يؤذون الله ورسوله } الآية يعنى يدخل التعامل المذكور فى اللعنة الآتية ولا يجوز القول فى الانبياء عليهم السلام بشئ يؤدة الى العيب والنقصان ولا فيما يتعلق بهم. وعن ابى سهلة بن جلاد رضى الله عنه " ان رجلا ام قوما فبصق فى القبلة ورسول الله ينظر اليه فقال عليه السلام حين فرغ " لا يصل بكم هذا " فاراد بعد ذلك ان يصلى بم فمنعوه واخبروه بقول رسول الله فذكر ذلك لرسول الله فقال نعم وحسبت انه قال انك آذيت الله ورسوله " كما فى الترغيب للامام المنذرى. قال العلماء اذا كان الامام يرتكب المكروهات فى الصلاة كره الاقتداء به لحديث ابى سهلة هذا وينبغى للناظر وولى الامر عزله لانه عليه السلام عزله بسبب بصاقه فى قبلة المسجد وكذلك تكره الصلاة بالموسوس لانه يشك فى افعال نفسه كما فى فتح القريب. وانما يكره للامام ان يؤم قوما وهم له كارهون بسبب خصلة توجب الكراهة او لان فيهم من هو اولى منه واما ان كانت كراهتهم بغير سبب يقتضيها فلا تكره امامته لانها كراهة غير مشروعة فلا تعتبر.

السابقالتالي
2