الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ ذُو ٱلرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً }

قوله: { بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ }: يجوز في " المَوْعِد " أَنْ يكونَ مصدراً أو زماناً أو مكاناً.

والمَوْئِلُ: المَرْجِعُ مِنْ وَأَلَ يَئِلُ، أي: رَجَعَ، وهو من التأويل. وقال الفراء: " المَوْئِلُ: المَنْجى، وَأَلَتْ نَفْسُه، أي: نَجَتْ ". قال الأعشى:
3137- وقد أٌخَالِسُ رَبَّ البيتِ غَفْلَتَهُ   وقد يُحاذِرُ مِنِّي ثم ما يَئِلُ
أي: ما يَنْجُو. وقال ابن قتيبة: " المَوْئل: المَلْجَأ ". يقال: وَأَلَ فلان إلى فلان يَئِل وأَلاً، ووُؤُوْلاً، إذا لَجَأ إليه وهو هنا مصدرٌ.

و " مِنْ دونِه " متعلِّقٌ بالوِجْدان لأنه متعدٍّ لواحدٍ، أو بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ " مَوْئِلاً ".

وقرأ أبو جعفر " مَوِلا " بواوٍ مسكورةٍ فقط. والزُّهْري: بواوٍ مشددة فقط. والأُوْلَى أقيسُ تخفيفاً.