الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً }

خلفه إذا عقبه، ثم قيل في عقب الخير «خلف» بالفتح، وفي عقب السوء خلف، بالسكون، كما قالوا «وعد» في ضمان الخير، و«عيد» في ضمان الشر. عن ابن عباس رضي الله عنه هم اليهود، تركوا الصلاة المفروضة، وشربوا الخمر، واستحلوا نكاح الأخت من الأب. وعن إبراهيم ومجاهد رضي الله عنهما أضاعوها بالتأخير. وينصر الأول قوله { إِلاَّ مَن تَابَ وَءامَنَ } يعني الكفار. وعن علي رضي الله عنه في قوله { وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوٰتِ } من بني الشديد، وركب المنظور، ولبس المشهور. وعن قتادة رضي الله عنه هو في هذه الأمة. وقرأ ابن مسعود والحسن والضحاك رضي الله عنهم «الصلوات» بالجمع. كل شر عند العرب غيّ، وكل خير رشاد. قال المرقش
فَمَنْ يَلْقَ خَيْراً تَحْمَدِ النَّاسَ أمْرَهُ وَمَنْ يَغْوَ لاَ يَعْدَمْ عَلَى الغَيِّ لاَئِمَا   
وعن الزجاج جزاء غيّ، كقوله تعالىيَلْقَ أَثَاماً } الفرقان68 أي مجازاة أثام. أو غياً عن طريق الجنة. وقيل «غيّ» واد في جهنم تستعيذ منه أوديتها. وقرأ الأخفش «يلقون».