الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً } * { وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَداً }

الرهق غشيان المحارم. والمعنى أنّ الإنس بإستعاذتهم بهم زادوهم كبراً وكفراً وذلك أنّ الرجل من العرب كان إذا أمسى في واد قفر في بعض مسايره وخاف على نفسه قال أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه، يريد الجن وكبيرهم فإذا سمعوا بذلك استكبروا وقالوا سدنا الجن والإنس فذلك رهقهم. أو فزاد الجن الإنس رهقاً بإغوائهم وإضلالهم لاستعاذتهم بهم { وَأَنَّهُمْ } وأنّ الإنس { ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ } وهو من كلام الجن، يقوله بعضهم لبعض. وقيل الآيتان من جملة الوحي. والضمير في وأنهم ظنوا للجنّ، والخطاب في { ظَنَنتُمْ } لكفار قريش.