الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَٰداً }

قوله: { مِهَاداً }: مفعولٌ ثانٍ لأنَّ الجَعْلَ بمعنى التصييرِ. ويجوزُ أَنْ يكونَ بمعنى الخَلْق، فيكونَ " مِهادا " حالاً مقدرة، و " أوتاداً " كذلك ولا بُدَّ مِنْ تأويلِها بمشتق أيضاً، أي: مُثَبَّتاتٍ. وأمَّا " سُباتاً " فالظاهر كونُه مفعولاً ثانياً. و " لباساً " فيه استعارةٌ حسنةٌ وعليه قولُه:
4465ـ وكم لِظَلامِ الليلِ عندك مِنْ يدٍ   تُخَبِّرُ أنَّ المانَوِيَّةَ تَكْذِبُ
وقرأ العامَّةُ " مِهاداً " ، ومجاهد وعيسى وبعضُ الكوفيين " مَهْداً " وقد تقدَّم هاتان القراءتان في سورة طه، وأنَّ الكوفيين قَرؤوا " مَهْداً " في طه والزخرف فقط. وتقدَّم الفرقُ بينهما ثَمَّةَ.