الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }

{ وأعدوا } وآماده سازيد اى مؤمنان { لهم } اى لقتال الكفار وهيئوا لحرابهم { ما استطعتم } اى ما استطعتموه حال كونه { من قوة } من كل ما يتقوى به فى الحرب كائنا ما كان من خيل وسلاح وقسى وغيرها. والحصر المستفاد من تعريف الطرفين فى قوله عليه السلام " الا ان القوة الرمى ". من قبيل حصر الكمال لان الرمى اكمل افراد ما يتقوى به فى الحرب " -روى- ان سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه رمى يوم احد الف سهم ما منها سهم الا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فداك ابى وامى يا سعد ". كره بعض العلماء تفدية المسلم بابويه المسلمين قالوا إنما فداه عليه السلام بابويه لانهما كانا كافرين. قال النووى الصحيح انه جائز مطلقا لانه ليس فيه حقيقة الفداء وانما هو تلطف فى الكلام واعلام بمحبته وفى الحديث فضيلة الرمى والدعاء لمن فعل خيرا وجاء فى الحديث " ان الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه الذى يحتسب فى صنعته الخير والمهدى له والرامى به " وفى الحديث " من شاب شبيبة فى الاسلام كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم فى سبيل الله فبلغ العدو او لم يبلغ كان له كعتق رقبة مؤمنة كانت له فداء من النار عضوا بعضو ". وفى الحديث " من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة ". والغرض بفتح الغين المعجمة والراء بعدهما الضاد المعجمة هو ما يقصده الرماة بالاصابة وفى الحديث " كل شيء ليس من ذكر الله تعالى فهو لهو الا أربع خصال مشى الرجل بين الغرضين وتأديب فرسه وملاعبة اهله وتعليم السباحة ". رمى برسه كونه است. رمى ظاهر به تيرو كمان. ورمى باطن به تيرآه در صبحكاه از كمان خضوع. ورمى سهام حظوظ ازدل وتوجه بحق وفراغت ازماسوى قال الحافظ
نيست برلوح دلم جزالف قامت دوست جه كنم حرف دكر يانداد استادم   
واعلم ان صاحب المجاهدة الباطنة يتقوى على قتال النفس وهواها بذكر الله تعالى فهو القوة فى حقه { ومن رباط الخيل } فعال بمعنى مفعول كلباس بمعنى ملبوس. فرباط الخيل بمعنى خيل مربوطة كما قيل جرد قطيفة جرد اضيف العام الى الخاص للبيان او للتخصيص كخاتم فضة وعطفها على القوة مع كونها من جملتها للايذان بفضلها على بقية افرادها كعطف جبريل وميكائيل على الملائكة. ويقال ان الجن لا تدخل بيتا فيه فرس ولا سلاح وفى الحديث " من نفى شعيرا لفرسه ثم جاء به حتى يعلفه كتب الله له بكل شعيرة حسنة ".

السابقالتالي
2