الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا ٱللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأَرْضِ فَسَاداً وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ }

قوله تعالى { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ } ط: إشارة الله سبحانه عن التمثيل والتصوير الى يد القدم ويد البقاء والعدم اصطفائية الاولياء والصديقين بمعرفته ومحبته وذلك قاضاء الإرادة القديمة من القدرة القائمة بذات ايجاد الصفوة فتجلى القدرة بالمشيئة الأزلية للعدم فظهرت من العدم بنور القدم أرواح أهل الولاية وأرتها القدرة واتفقت عليها انوار المشاهدة ورتبها برزق القدرة والوصلة حتى ادخلتها الاشباح وأوصلتها الى تمام قربتها يد البقاء بقربات الابدية ومداناة السرمدية ففى كل لحظة يتجلى لها القدم ألف ألف مرة بتجلى البقاء لهم لمحة ألف الف مرة بغير نعت الفترة والانقطاع لأنه تعالى لا نهاية لجلال قدمه وجمال بقائه. وأيضا يد لطفه مبسوطة البسطة الواسعة الأزلية لأهل العناية والسعادة ويد قهره مبسوطة بالعذاب لاهل الشقاوة ترفع قوما بميزان اللطف وتضع آخر من ميزان القهر قال عليه السلام " يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق مَن خَلَقَ السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع " قال الأستاذ: بل قدرته بالغة ومشيئته نافذة ونعمته سابغة وإرادته ماضية.