الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } * { وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }

قوله: { قَال اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } قال مجاهد: وافراً.

قوله: { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } يعني بدعائك، أي: بوسوستك. { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ }.

قال مجاهد: كل فارس في معصية الله فهو من خيل إبليس، وكل راجل في معصية الله فهو من رَجل إيليس. وقال بعضهم: رجاله الكفار والضّلاّل من الجِنّ والإِنسِ. وكان الحسن يقرأها: { وَرِجَالِكَ } وقال: وإن له خيلاً وإن له رجالاً.

قوله: { وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ } قال الحسن: شركته إياهم في الأموال أنه أمرهم، أي: وسوس إليهم، فأخذوها من حرام وأنفقوها في غير حقها. وشركته إياهم في الأولاد أن الله أعطاهم أولاداً على الفطرة فصبغوهم يهوداً ونصارى أو مجوساً أو عابدي وثن.

وقال الكلبي: شركته إياهم في الأموال ما كانوا يحرّمون مما أحلّ الله لهم، وكل ما أصابوا من غير حلّه ووضعوه في غير حقّه، وشركته إياهم في الأولاد ما ولد من الزنا.

قوله: { وَعِدْهُمْ } أي: بالأماني، أي: بأنه لا بعث ولا حساب ولا جنة ولا نار. وهذا وعيد من الله للشيطان، كقول الرجل: اذهب فاجهد على جهدك، وليس على وجه الأمر له.

قال: { وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }.