الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ }

قوله تعالى { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ } قيل متاعهم ظاهرا للكرم ورد اليهم باطنا لئلا يشق عليهم اثقال المنة ما وجد يوسف لمتاعهم فى خزائنه موضعا لا تليق الا بالفقراء والمساكين فرد اليهم لئلا يزاحم بغناه على الفقراء المؤاكلة معهم وانى يفعل الغنى بمال الفقراء لم ير نفسه اهلا فى ملكه ان ياكل طعام الفقراء وفيه ما فيه من الاشارة ان ما وجد الاولون والآخرون من معرفة الله وتوحيده ومحبته وعبوديته فى جنب ما يجدون منه يوم الكشف الاعظم اقل من كل شئ فيرد بكبريائه ما يليق بالحدثان على الحدثان لانه تعالى بقدمه وجلاله منزه عن ان يدركه احد من خلقه او ان يطلع على اسرار ذاته وصفاته احد من عباده يرد متاع العبودية على الخلق لانه لا يليق بربوبيته فيغنيهم بماله عما لهم الا ترى الى قوله عليه السلام " لم ينج احد منكم عمله " قالوا يا رسول الله ولا انت قال " ولا انا الا ان يتغمدنى الله منه برحمة وفضل " قال بعضهم ان اعمال الخلق كلها مردودة عليهم فانهم انما عملوها بانفسهم قال تعالىوَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } وان الذى يلحقهم من الكرامات من جهة التفضل لا من جهة الجزاء.