الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

{ وَمِن ثَمَرَٰتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلأَعْنَـٰبِ } ، يعني: ولكم أيضاً عبرة فيما نسقيكم ونرزقكم من ثمرات النخيل والأعناب، { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ } والكناية في { مِنْه } عائدة إلى ما محذوفة أي: ما تتخذون منه، { سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا }. قال قوم: " السَّكَر " الخمر، و " الرزق الحسن ": الخَلُّ، والزبيب، والتمر والرُّبُ، قالوا: وهذا قبل تحريم الخمر، وإلى هذا ذهب ابن مسعود، وابن عمر وسعيد بن جبير والحسن، ومجاهد. وقال الشعبي: " السَّكر " ما شربت، و " الرزق الحسن ": ما أكلت. وروى العوفي عن ابن عباس: أن " السَّكَر " هو الخل بلغة الحبشة. وقال بعضهم: " السَّكَر " النبيذ المُسْكرِ، وهو نقيع التمر والزبيب إذا اشتدَّ، والمطبوخ من العصير، وهو قول الضحاك والنخعي. ومن يبيح شرب النبيذ ومن حرمه يقول: المراد من الآية: الإِخبار لا الإِحلال. وأولى الأقاويل أن قوله: { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا } منسوخ، روي عن ابن عباس قال: " السَّكَر " ما حرم من ثمرها، و " الرزق الحسن ": ما أحل. وقال أبو عبيد " السَّكَر ": الطُّعْم، يقال هذا سَكَر لك أي: طُعْم. { إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }.