الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

الخيرة من التخير، كالطيرة من التطير تستعمل بمعنى المصدر هو التخير، وبمعنى المتخير كقولهم محمد خيرة الله من خلقه { مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } بيان لقوله { وَيَخْتَارُ } لأنّ معناه ويختار ما يشاء، ولهذا لم يدخل العاطف. والمعنى أنّ الخيرة لله تعالى في أفعاله، وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها، ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه. قيل السبب فيه قول الوليد بن المغيرةلَوْلاَ نُزّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } الزخرف 31 يعني لا يبعث الله الرسل باختيار المرسل إليهم. وقيل معناه ويختار الذي لهم فيه الخيرة، أي يختار للعباد ما هو خير لهم وأصلح، وهو أعلم بمصالحهم من أنفسهم، من قولهم في الأمرين ليس فيهما خيرة لمختار. فإن قلت فأين الراجع من الصلة إلى الموصول إذا جعلت ما موصولة؟ قلت أصل الكلام ما كان لهم فيه الخيرة، فحذف «فيه» كما حذف، منه في قولهإِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلاْمُورِ } الشورى 43 لأنه مفهوم { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ } أي الله بريء من إشراكهم ومايحملهم عليه من الجراءة على الله واختيارهم عليه ما لا يختار.