الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ }

{ ومن اظلم } وكيست ستمكار تر { ممن افترى } بيداكرد ازنفس خويش { على الله } الاحد الصمد { كذبا } بان زعم ان له شريكا اى هو اظلم من كل ظالم { او كذب بالحق } بالرسول او بالقرآن { لما جاءه } من غير توقف عنادا ففى لما تسفيه لهم بان لم يتوقفوا ولم يتأملوا قط حين جاءهم بل سارعوا الى التكذيب اول ماسمعوه { أليس فى جهنم مثوى للكافرين } تقرير لثوائهم فيها اى اقامتهم فان همزة الاستفهام الانكارى اذا دخلت على النفى صار ايجابا اى لايستوجبون الاقامة والخلود فى جهنم وقد فعلوا من الافتراء والتكذيب بالحق الصريح مثل هذا التكذيب الشنيع او انكار واستبعاد لاجترائهم على الافتراء والتكذيب اى ألم يعلموا ان فى جهنم مثوى للكافرين حتى اجترأوا هذه الجراءة وفى التأويلات النجمية { ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا } بان يرى من نفسه بان له مع الله حالا او وقتا او كشفا او مشاهدة ولم يكن له من ذلك شىء وقالوا اذا فعلوا فاحشة وجدنا عليها آباءنا به يشير الى ان الاباحية واكثر مدعى زماننا هذا اذا صدر منهم شىء على خلاف السنة والشريعة يقولون انا وجدنا مشايخنا عليه والله امرنا بهذا اى مسلم لنا من الله هذه الحركات لمكانة قربنا الى الله وقوة ولايتنا فانها لاتضر بل تنفعنا وتفيد { او كذب بالحق } اى بالشريعة وطريقة المشايخ وسيرتهم لما جاءه { أليس فى جنهم } النفس { مثوى } محبس { للكافرين } اى لكافرى نعمة الدين والاسلام والشريعة والطريقة بما يفترون وبما يدعون بلا معنى القيام به كذابين فى دعواهم انتهى قال الحافظ
مدعى خواست كه آيد بتماشا كه راز دست غيب آمد وبرسينه نامحرم زد   
فالمدعى اجنبى عن الدخول فى حرم المعنى كما ان الاجنبى ممنوع عن الدخول فى حرم السلطان وقال الكمال الخجندى
مدعى نيست محروم دريار خادم كعبه بولهب نبود   
قالوا جب الاجتناب عن الدعوى والكذب وغيرهما من صفات النفس واكتساب المعنى والصدق ونحوهما من اوصاف القلب قال الحافظ
طريق صدق بياموز از آب صافى دل براستى طلب ازاكى جوسرو جمن   
ـ حى ـ عن ابراهيم الخواص رحمه الله انه كان اذا اراد سفرا لم يعلم احدا ولم يذكره وانما يأخذ ركوته ويمشى قال حامد الاسوار فبينما نحن معه فى مسجده تناول ركوته ومشى فاتبعته فلما وافينا القادسية قال لى ياحامد الى اين قلت ياسيدى خرجت لخروجك قال انا اريد مكة ان شاء الله تعالى قلت وانا اريد ان اشاء الله مكة فلما كان بعد ايام اذا بشاب قد انضم الينا فمشى معنا يوما وليلة لايسجد لله تعالى سجدة فعرفت ابراهيم فقلت ان هذا الغلام لا يصلى فجلس وقال ياغلام مالك لاتصلى والصلاة اوجب عليك من الحج فقال ياشيخ ماعلىّ صلاة قال ألست مسلما قال لا قال فأى شىء انت قال نصرانى ولكن اشارتى فى النصرانية الى التوكل وادعت نفسى انها قد احكمت حال التوكل فلم اصدقها فيما ادعت حتى اخرجتها الى هذه الفلاة التى ليس فيها موجود غير المعبود اثير ساكنى وامتحن خاطرى فقام ابراهيم ومشى وقال دعه يكون معك فلم يزل يسايرنا حتى وافينا بطن مرو فقام ابراهيم ونزع خلقانه فطهرها بالماء ثم جلس وقال له مااسمك قال عبدالمسيح فقال ياعبدالمسيح هذا دهليز مكة يعنى الحرم وقد حرم الله على امثالك الدخول اليه قال تعالى

السابقالتالي
2