الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً }

قوله تعالى: { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ } أي إلى سبب المغفرة، وهي الإيمان بك والطاعة لك. { جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ } لئلا يسمعوا دعائي { وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ } أي غطّوا بها وجوههم لئلا يروه. وقال ابن عباس: جعلوا ثيابهم على رؤوسهم لئلا يسمعوا كلامه. فاستغشاءُ الثياب إذاً زيادة في سدّ الآذان حتى لا يسمعوا، أو لتنكيرهم أنفسهم حتى يسكت، أو ليعرّفوه إعراضهم عنه. وقيل: هو كناية عن العداوة. يقال: لبس لي فلان ثياب العداوة. { وَأَصَرُّواْ } أي على الكفر فلم يتوبوا. { وَٱسْتَكْبَرُواْ } عن قبول الحق، لأنهم قالوا:أَنُؤْمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ } [الشعراء:111]. { ٱسْتِكْبَاراً } تفخيم.